صحتك النفسية في رمضان والعيد | مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي
English

كيف يمكنني تخفيف الشعور بالتوتر وتعزيز صحتي العقلية وعافيتي في شهر رمضان والعيد؟

يعتبر شهر رمضان شهرًا للتأمل الروحي والصيام وتفاني المسلمين في أداء العبادات في جميع أنحاء العالم. كما أنه وقت لتحقيق الانضباط الذاتي وتطويع النفس ونشر الروحانية. في حين أن للصيام العديد من الفوائد الروحية والجسدية، إلا أنه من الممكن أيضًا أن يشكل تحدٍ للصحة العقلية والجسدية بسبب تغييرات الروتين والعادات الغذائية وأنماط النوم. يمكن أن تكون فترة احتفالات العيد بعد شهر رمضان مرهقةً أيضًا بسبب الالتزامات الاجتماعية وضغوط تلبية التوقعات الثقافية.

من المهم تخفيف التوتر بشكل فعال وإعطاء الأولوية للصحة العقلية خلال هذه الفترة. يتحدث هذا المقال الذي كتبه الدكتور أحمد الالمعي، استشاري الطب النفسي في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، عن تأثير شهر رمضان والعيد على الصحة العقلية ويقدم استراتيجيات عملية للحفاظ على الصحة النفسية كذلك.

فهم تأثير شهر رمضان على الصحة العقلية

تغيرات في أنماط النوم

يتطلب الصيام من الفجر إلى الغسق الاستيقاظ مبكرًا لتناول السحور والسهر لوقت متأخر من الليل لأداء صلاة التراويح. تشير الدراسات إلى أن أنماط النوم المتقطعة يمكن أن تؤدي إلى:

  • سرعة الانفعال وتقلب المزاج
  • انخفاض التركيز والوظائف الإدراكية
  • ارتفاع مستويات التعب والإرهاق

التغيرات الغذائية وتأثيرها على المزاج

يمكن أن تؤثر التغيرات في العادات الغذائية أيضًا على الصحة العقلية:

  • قد يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم إلى الشعور بالصداع والتعب والانفعال
  • يمكن أن يتسبب الجفاف في الشعور بالدوار وصعوبة التركيز والقلق
  • يمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية، وخاصة المغنيسيوم وفيتامين ب وأوميغا 3، لارتفاع مستويات التوتر

زيادة الالتزامات الدينية والاجتماعية

يزداد التركيز في شهر رمضان على أداء الصلاة وحضور المناسبات الاجتماعية والمشاركة في الأنشطة الخيرية. في حين تعزز هذه الأنشطة من الأجواء الروحانية، إلا أنها قد تكون مرهقة أيضًا للأشخاص الذين:

  • يعانون من القلق الاجتماعي
  • يديرون العمل أو المسؤوليات الأكاديمية
  • يواجهون الشعور بالحزن أو الوحدة أو الصراعات الشخصية

التحديات العاطفية والتأمل الشخصي

يشجع شهر رمضان على قضاء لحظات التأمل الذاتي التي من الممكن أن تخرج المشاعر المكبوتة أحيانًا. قد يصاب الشخص بالحزن والقلق نتيجةً للشعور بالذنب أو الندم أو التفكير في المشكلات المستعصية.

كيف تتحكم في التوتر وتعزز صحتك العقلية في شهر رمضان

أعطِ الأولوية لأخذ قسط كاف من النوم

للتغلب على آثار التغير في مواعيد النوم:

  • حافظ على روتين نوم ثابت وحاول أخذ قيلولة قصيرة أثناء النهار تتراوح بين 20-30 دقيقة
  • قلل من الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل النوم لتحسن من جودة نومك
  • هيئ بيئة نومك لتكون مريحة
  • تجنب استهلاك الكافيين وتناول الوجبات الثقيلة قبل النوم

وجدت دراسة أجراها باهمام وآخرون (2013) انخفاض مستوى التعب وتحسن الحالة المزاجية لدى الأفراد الذين يأخذون قيلولة قصيرة خلال شهر رمضان مقارنةً بالأشخاص الذين لا ينامون في النهار.

تناول نظامًا غذائيًا متوازنًا

قد يؤدي الصيام أحيانًا إلى اتباع أنماط غذائية غير صحية، مثل تناول كميات زائدة من السكريات أو الأطعمة المصنعة أثناء الإفطار. لتحافظ على صحتك العقلية:

  • تناول الكربوهيدرات المعقدة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات لتمد جسمك بطاقة مستدامة
  • أعطِ الأولوية للأطعمة الغنية بالبروتين لتمنع خسارة الكتلة العضلية وتحافظ على استقرار حالتك المزاجية
  • أكثر من شرب السوائل حيث يمكن أن يؤدي الجفاف إلى التدهور المعرفي وزيادة التوتر

وجدت دراسة أجريت في الإمارات العربية المتحدة (2015) أن مستويات التوتر تقل لدى الأفراد الذين حافظوا على نظام غذائي متوازن في شهر رمضان مقارنةً بأولئك الذين تناولوا وجبات غذائية عالية الدهون والسكر.

الموازنة بين العمل والالتزامات الاجتماعية

قد يكون تحقيق التوازن بين الالتزامات المهنية والاجتماعية والدينية أمرًا صعبًا. من الاستراتيجيات التي قد تساعدك:

  • تحديد أهداف واقعية وإعطاء الأولوية للمهام
  • تفويض المسؤوليات إذا أمكن
  • التواصل مع المديرين لتعديل عبء العمل أو مواعيد التسليم عند الضرورة

وجد استطلاع أجرته الجمعية الأمريكية لعلم النفس عام 2021 انخفاض مستويات التوتر وتحسن الصحة العقلية لدى الأفراد الذين وضعوا حدودًا للعمل خلال مواسم الاحتفالات.

ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء

الممارسات الروحية مثل الصلاة وتلاوة القرآن الكريم مهدئة بطبيعتها. تشمل تقنيات التأمل الإضافية:

  • تمارين التنفس العميق لتخفيف هرمونات التوتر
  • التأمل وذكر الله للشعور بالطمأنينة
  • تدوين الامتنان والتأملات للحفاظ على النظرة الإيجابية

وجد بحث من كلية الطب بجامعة هارفارد (2019) أن التأمل يقلل بشكل كبير من هرمون الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر ويعزز الصحة العاطفية.

البحث عن الدعم والتواصل المجتمعي

في حين يُنظر إلى شهر رمضان غالبًا على أنه تجربة جماعية، يعاني بعض الأفراد من الشعور بالوحدة أو مشاكل الصحة العقلية. ويمكن مواجهة هذا الشعور من خلال:

  • المشاركة في أنشطة مجتمعية افتراضية أو شخصية
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم أو التحدث إلى صديق تثق به
  • طلب المساعدة المهنية إذا كنت تعاني من ضغوط أو قلق شديد

وفقًا لدراسة أجراها المعهد الوطني للصحة العقلية عام 2020، فإن الدعم الاجتماعي يخفف بشكل كبير من التوتر ويحسن من القدرة على مقاومة الشعور به.

التحكم في التوتر والصحة العقلية في العيد

تجنب الإرهاق بعد شهر رمضان

يمكن أن يكون الانتقال من الصيام إلى تناول الولائم أمرًا مرهقًا للجسم. ولتسهيل هذا الانتقال يمكنك:

  • إعادة إدخال أنماط الأكل الطبيعية تدريجيًا لتجنب مشاكل الجهاز الهضمي
  • الاستمرار في الحفاظ على بعض جوانب روتين شهر رمضان، مثل التأمل الروحي والاعتدال في استهلاك الطعام

ضبط التوقعات الاجتماعية

غالبًا ما يرتبط العيد مع ضغوط التجمعات العائلية وإهداء الهدايا وزيادة المسؤوليات المالية. ولتخفيف التوتر:

  • حدد ميزانية لنفقات العيد لتجنب الضغوط المالية
  • ارفض بلباقة المشاركات الاجتماعية المبالغ فيها والتي قد تسبب لك الإرهاق
  • ركز على التواصل الهادف بدلاً من التوقعات المجتمعية

التعامل مع كآبة ما بعد شهر رمضان

يشعر بعض الأفراد بالحزن بعد مضي شهر رمضان بسبب الافتقاد المباشر للبناء الروحي. وللتغلب على ذلك:

  • استمر في الشكر وأداء العبادات اليومية
  • حدد أهدافًا روحية وشخصية جديدة لتحافظ على شعورك بوجود هدف تحققه
  • شارك في الأعمال الخيرية التي تعزز من صحتك العقلية

وجدت دراسة أجرتها مجلة علم النفس الإيجابي (2018) أن الأشخاص الذين يشاركون بانتظام في الأنشطة تتضمن صفة الإيثار يتميزون بمستوى اكتئاب منخفض ومستوى مرتفع للرضا عن الحياة.

الخلاصة

شهر رمضان هو وقت للنمو الروحي والانضباط، ولكنه قد يشكل بعض التحديات لصحة الفرد العقلية بسبب تغييرات النوم والتغيرات الغذائية وزيادة المسؤوليات الاجتماعية. ويمكن تخفيف الشعور بالتوتر وتحسين الصحة العقلية في شهر رمضان وفترة العيد من خلال إعطاء الأولوية للعناية بالنفس والحفاظ على العادات الصحية والسعي إلى الدعم الاجتماعي.

إن ممارسة تمارين التأمل وتحديد أهداف واقعية والحفاظ على نظام غذائي متوازن هي استراتيجيات جوهرية تضمن سلاسة الانتقال من الصيام إلى الاحتفال بالعيد. يمكن للأفراد الاستفادة من المزايا الروحية والنفسية لشهر رمضان والعيد عن طريق الوعي الذاتي واتباع النهج الاستباقي للمحافظة على الصحة العقلية.

أهم النقاط المستفادة

  • الحفاظ على عادات نوم صحية وأخذ قيلولة قصيرة
  • اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية لدعم استقرار الحالة المزاجية
  • وضع حدود للالتزامات الاجتماعية والعملية
  • ممارسة تقنيات التأمل والصلاة والاسترخاء
  • طلب الدعم المجتمعي والمساعدة المهنية إذا لزم الأمر
  • التهيئة التدريجية قبيل عيد الفطر لتجنب الإرهاق بعد شهر رمضان

هل تبحث عن نصائح تناسب حالتك؟

نحن هنا لدعم صحتك. استشر طبيبك لحلول طبية تناسبك، واحجز موعدك عبر MyChart أو بالاتصال على800 305 4444 .

هل لديك استفسار طبي؟

هل لديك سؤال لأحد أطباء جاها حول الصحة أو التغذية أو العافية خلال رمضان وعيد الفطر؟
إذا كان لديك استفسار، يمكنك ملء النموذج أدناه – بشكل مجهول تمامًا – وسنسعى للإجابة عليه في مقال هنا.