في حين أن موسم العطلات هو وقت مبارك للاستمتاع مع العائلة والأصدقاء، إلا أنه قد يكون مرهقًا بالنسبة للبعض. قد يجد الأطفال الذين يعانون من الانضباط العاطفي والتواصل الاجتماعي والذين يملكون أنظمة عصبية مفرطة الحساسة “مثل الأطفال المصابين بالتوحد” الحفاظ على العلاقات مع العائلة وزيارة الأحباب أمرًا مرهقًا. تقدم الدكتورة أمل حسين العوامي نصائح لمساعدة أهالي الأطفال المصابين بالتوحد من أجل الاستمتاع بعيد فطر سعيد.
اكتفِ بالزيارات الضرورية فقط واجعلها قصيرة لمنع طفلك من تطوير سلوكيات غير مرغوب فيها. ومن الأفضل توزيع الزيارات على أيام العيد الثلاثة حتى لا يشعر طفلك بالإرهاق في اليوم الأول.
تزيد قلة النوم والتغيرات في نمط النوم بعد شهر رمضان من احتمالية حدوث سلوكيات غير مرغوب بها لدى الطفل. حاول التأكد من حصول طفلك على قسط من الراحة قبل زيارات العيد واحتفالاته. اسمح له بأخذ قيلولة والحصول على قسط الراحة لمدة ساعة أو ساعتين خاصة إذا كان نومه مضطربًا.
عند اختيار ملابس العيد، حاول تجنب التصاميم أو الأقمشة أو الألوان التي قد تزيد من الصعوبات الحسية لدى طفلك. دع طفلك يعتاد على الزي الجديد من خلال التدرب على ارتدائه مسبقًا. لا يحتاج طفلك إلى ارتداء ملابس العيد طوال اليوم لأنها قد تكون غير عملية ومقيدة. احتفل في بداية اليوم ثم استبدلها بملابس أكثر راحة لاحقًا.
عليك الانتباه إلى كمية السكر التي يستهلكها الطفل لأنها قد تؤدي إلى تقلبات مزاجية مما يجعل من الصعب التحكم في طاقة طفلك وعواطفه. قدم لطفلك وجبة غنية بالبروتين قبل الزيارات لتقليل الجوع والرغبة في تناول الحلويات. وتذكر أن تأخذ معك بعض الوجبات الخفيفة الصحية.
من المهم إعداد طفلك لما سيواجهه. أخبره بمن سيلتقي إذا كنت تخطط لزيارة شخص ما، اعرض له صور المنازل والأشخاص الذين سيقابلهم، وعلمه بعض التحيات والردود، اقرأ معه عن العيد وناقش معه السلوكيات المتوقعة منه مثل الاستئذان والتحدث بهدوء. عزز هذه السلوكيات الإيجابية وحافظ على التواصل النشط مع طفلك من خلال تذكيره بالقواعد المتفق عليها وعواقب عدم اتباع التعليمات.
تأكد من أن طفلك يخبرك عندما يشعر بالتعب ويريد المغادرة حتى لا يلجأ إلى سلوكيات غير مرغوب بها. اجعل زيارتك قصيرة وتجنب الجلوس لفترات طويلة لتجنب السلوك غير المقبول. راقب الإشارات غير اللفظية لطفلك وكن على دراية بأي تغيرات في السلوك. كن مستعدًا لمغادرة المنزل في أي وقت.
خلال العيد، يجب على الأطفال ممارسة الألعاب النشطة في الحديقة أو الفناء الخلفي أو المزرعة تحت إشراف البالغين لضمان سلامة المجموعة. يمكنك اعداد برنامج للأطفال يتضمن أنشطة جماعية منظمة وديناميكية وممتعة وجوائز حيث يكون جميع المشاركين فائزين لتجنب المنافسة وإبقائهم مشغولين وللحد من السلوكيات غير المرغوب بها. اسمح لطفلك بحمل لعبته أو بطانيته المفضلة ليشعر بالأمان وليتحكم في مشاعره عند الحاجة.
لا بأس أن يقضي الأطفال بعض الوقت على الشاشات و القيام بأنشطة ممتعة مثل لعب ألعاب الفيديو، ولكن حاول تحديد وقت الشاشة اليومي بـ 3-4 ساعات يوميًا. إذا كنت ترغب في تجنب الأجهزة الإلكترونية تمامًا، فأنت بحاجة إلى البحث عن أنشطة بديلة مثل لعب الورق أو أونو أو مونوبولي أو الكيرم أو غيرها من الأنشطة الجماعية الممتعة.
كثرة المحفزات الحسية والطاقة العالية الموجودة في أجواء العيد قد تؤدي إلى فقدان بعض الأطفال توازنهم العاطفي والقدرة على التحكم في ردود أفعالهم. لدعم طفلك:
يعتبر التغاضي عن السلوكيات التي لا تشكل خطراً على النفس أو على الآخرين جزء مهم في التربية. ولا بأس بأن تتساهل في بعض الأمور في العيد. كما يرجى تذكر الثناء الدائم على السلوك المرغوب لدى الطفل لتشجيعه على الاستمرار في السلوك الإيجابي حتى بعد أيام العيد.
نحتاج جميعًا لقضاء وقت ممتع مع أفراد العائلة، وليس هناك شيء أكثر نعمة من تقوية روابطنا العائلية خلال العيد.