مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في منطقتنا، يقضى العديد منا وقتاً أطول في الأماكن المغلقة كالمنازل. على الرغم من أن التواجد داخل المباني يحمي من التعرض المباشر لأشعة الشمس، إلا أنه قد يؤدي إلى تحديات صحية غير متوقعة مثل الجفاف. نوضح لك في هذا المقال كيفية رصد الأعراض الرئيسية التي تدل على تعرضك للجفاف حتى عندما تكون داخل المنزل.
احدى أولى العلامات التي تدل على حدوث الجفاف هي التغيرات التي تطرأ على البشرة والأغشية المخاطية. انتبه لمرونة جلدك وتحقق من رطوبته عن طريق امساك الجلد على ظهر يدك برفق ثم تركه؛ إذا لم يعد بسرعة إلى وضعه الطبيعي، فقد يكون ذلك دليلاً على الجفاف. كما أن جفاف الفم والعينين والمجاري الأنفية هي أعراض مبكرة شائعة. إذا لاحظت زيادة في الجفاف أو عدم الراحة في هذه المناطق، فقد حان الوقت لتناول المزيد من السوائل.
تظهر عملية التخلص من الفضلات معدل رطوبة جسمك. راقب لون البول؛ فإذا كان لونه أصفر داكن أو كهرماني، فأنت بحاجة لشرب المزيد من الماء. إذا كانت عدد مرات التبول أقل تكراراً، أو إذا زادت من عطشك أو كان فمك جافاً باستمرار، فقد يكون ذلك مؤشرًا لحاجة جسمك إلى السوائل.
يمكن أن يؤثر الجفاف بشكل كبير على مستويات الطاقة والتوازن لديك. إذا شعرت بتعب غير عادي، أو خمول، أو نقص عام في الطاقة رغم عدم أداءك لأي أنشطة مجهدة، فقد يكون الإجهاد علامة على الجفاف. الشعور بالدوار أو الإغماء عند الوقوف أو الحركة قد تكون أيضاً من العلامات المحتملة لحدوث الجفاف.
الصداع المستمر أو المتفاقم، خاصة إذا تطور بدون سبب واضح، قد يكون أحد أعراض الجفاف. عندما يفتقر جسمك إلى الترطيب الكافي، يمكن أن يتسبب ذلك بحدوث التشنجات العضلية غير المتوقعة أو التقلصات، خاصة في الساقين أو البطن.
من الضروري أن تدرك أن الجفاف يمكن أن يحدث حتى بدون أعراض جسدية واضحة. انتبه للتغيرات الطفيفة مثل الشعور بالعطش، والجفاف البسيط في الجلد، أو الشعور بالتعب الخفيف إذ يمكن أن تكون هذه الأعراض من العلامات التحذيرية المبكرة التي تظهر عليك، خاصة إذا كنت تجلس في بيئة مكيفة تخفف شعورك بالحرارة.
للوقاية من الجفاف، من الضروري أن تشرب الماء بانتظام طوال اليوم، حتى لو لم تشعر بالعطش. احتفظ بزجاجة ماء في متناول يدك واضبط منبهك إذا لزم الأمر. تذكر، أنه بحلول الوقت الذي تشعر فيه بالعطش، قد تكون بالفعل معرضاً للجفاف الخفيف.
بينما يمكن معالجة الجفاف الطفيف غالباً بزيادة تناول السوائل، لكن من المهم أن تعرف متى يجب عليك أن تطلب المساعدة الطبية. إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت رغم محاولاتك للترطيب، أو إذا كنت تعاني من أعراض شديدة مثل الدوار الشديد، وتسارع نبض القلب، أو الاضطراب، استشر طبيب رعايتك الأولية على الفور.
في الختام، من المهم أن تنتبه وتحافظ على مستوى الرطوبة في جسمك، حتى عندما تقضي فترات طويلة داخل المباني. يمكنك أن تحمي نفسك من الآثار السلبية للجفاف وتحافظ على صحتك مثالية على مدار العام من خلال التعرف على هذه العلامات مبكراً والاستمرار في تناول السوائل بكميات تغطي احتياج جسمك. تذكر، الوقاية دائماً أفضل من العلاج لذلك حافظ على مستوى الرطوبة في جسمك واعتنِ بصحتك.
علاقات المرضى