بعد انقطاع دام لقرابة العامين عن مقاعد الدراسة، قد تشكل العودة الحضورية تحديًا لأولياء الأمور والطلاب والمعلمين على حدٍ سواء، لاسيما في ظل الأوضاع الراهنة. ينبغي على الآباء أن يتذكروا أن الأطفال مرآة تعكس مشاعر آبائهم وسلوكياتهم، وأن رد فعل الوالدين يؤثر على الطريقة التي يتفاعل بها الطفل مع الحدث أو الموقف، فإذا كان الآباء قلقون أو يتصرفون ويتحدثون بشكل سلبي عن العودة الحضورية إلى المدرسة فسيستقي الأطفال ذلك منهم. لذلك، ينبغي على أولياء الأمور الانتباه إلى حديثهم وموقفهم تجاه فكرة العودة الحضورية إلى المدرسة. تذكر دائماً حاجة الطفل إلى الطمأنينة والتوجيه.
استشارية طب وتطور سلوك الأطفال في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، الدكتورة أمل العوامي نلقي الضوء هنا على أهم النصائح لمساعدة أولياء الأمور لأطفالهم على العودة السلسة والآمنة لمدارسهم.
النوم: العودة تدريجيًا إلى جدول مواعيد النوم الطبيعي.
شراء أدوات المدرسة: أشرك طفلك في شراء واختيار الأدوات المكتبية، والزي الرسمي، وزجاجات المياه، وما إلى ذلك.
السلامة: ركز على أهمية الحفاظ على نظافة اليدين والتباعد الجسدي وارتداء الكمامة.
من الطبيعي أن تكون لدينا مشاعر مختلطة، فقد نشعر بالامتنان والخوف في الوقت نفسه. قد تلاحظ على أطفالك مشاعر مختلطة مثل التردد والخوف والغضب في نفس الوقت. حاول أن تحافظ على إيجابيتك وتفاؤلك بشأن العودة الحضورية إلى المدرسة، وتحدث معهم لتتعرف على مشاعرهم ومخاوفهم. ينبغي على الآباء أخذ دواعي القلق التي تساور أطفالهم على محمل الجد، وإشعارهم أنه يتم الإنصات إليهم. تحدث بإيجابية عن الأشياء العظيمة التي سيتعلمونها وعن الأصدقاء الجدد الذين سيلتقون بهم. وأخبرهم أن المعلمين حريصون على معرفة مدى روعتهم عند مقابلتهم شخصياً بعد انقطاعٍ دام طويلاً.
استخدم القصص ومقاطع الفيديو المتحركة لإعداد طفلك للعودة إلى المدرسة. لا بأس إذا بدأ الطفل في البكاء في الأسابيع القليلة الأولى. كل ما عليك فعله في هذه الحالة البقاء هادئًا وإيجابيًا والاستمرار في إرساله إلى المدرسة.
قد يقاوم الأطفال العودة إلى المدرسة بحكم طبيعتهم التي لا تميل إلى التغيير، إضافة إلى تعودهم على وضع التعليم عن بعد الذي كان مريحاً نوعاً ما بالنسبة لهم. لذا كن صبورًا وداعمًا، وإيجابيًا، وكن حاضراً للإجابة على أسئلتهم. لكن في الوقت نفسه، عليك أن تكون حازمًا حول فكرة العودة إلى المدرسة بلطف وتعاطف.
انتبه لأي تغييرات في سلوك طفلك، حيث قد تكون هذه التغيرات مؤشراً يدل على أن الطفل يمر بمرحلة صعبة، قد تتمثل هذه المؤشرات في صورة ألم جسدي مثل الصداع وآلام البطن، أو في صورة قلق مفرط، أو حزن، أو خوف، أو التشتت وقلة التركيز. في هذه الحالة ينبغي عليك طلب المساعدة من طبيب الأطفال. وفي حال شعرت أن الطفل يقاوم العودة إلى المدرسة ولا يمكنك إقناعه بذلك، تحدث إلى المرشد المدرسي الذي بدوره سيعمل على توجيه العائلة ومساعدة الطفل على تخطي هذه المرحلة.